Quantcast
Channel: التعليقات على: ماذا لو رحل مرسي أيضاً؟
Viewing all articles
Browse latest Browse all 3

بواسطة: عزالدين السيد محمد الشعراوي

$
0
0

لعن الله المتنطعين والمفسدين
ومثيري الفتنة

12 ديسمبر 12

إن
الصورة المقيتة التي ترسلها مصر إلى العالم اليوم صورة بذيئة ، شوٌهت الصورة
الناصعة التي وجهتها أيام الثورة من 25 يناير حتى سقوط

الطاغية،
وأشاد بها العالم، من وحدة الصف وشيوع الحب بين الطوائف الشعب بكل مكوناته، وإنكار
الذات والتكاتف وحسن الخلق والصبر والنظام والنظافة، ولولا كل ذلك لما نجحت الثورة
في خطواتها الأولى

ولكن
اتضح أن هذه الصورة المضيئة تعكس الوجه المشرف الموروث للمجتمع المصري من خلق
حميدة وثقافة ونضج، وأن هناك صورة أخرى التي نراها هذه الأيام تعكس وجهاً آخر قبيح
تشوه من أثر مرسبات النظام السياسي المصري الفاسد منذ أول السبعينات الذي أنتج الفقر والجهل والمرض والتنطع بكل
أنواعه الذي لعنه الله سبحانه على
لسان رسوله صل الله عليه وسلم من تطرف أيديولوجي وتزمت ديني وتعصب، أو النقيض من ازدراء
للعربية والعرب والترويع من الإسلام السياسي وتنمية عقدة الخواجة، والتبعية العمياء التي حذر منها رسول الله عليه
السلام بقوله ” لا يكن أحدكم إمٌعة يقول: أنا مع الناس ، إن أحسنوا
أحسنت ، وإن أساءوا أسأت ، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن
أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم.”

إلى
جانب النفاق وسوء الخُلق بعدم احترام
الكبير حتى لو كان رئيس الدولة
المنتخب والذي خصه الله بالطاعة بعده سبحانه ورسوله ” يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ
وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ والرَّسُولِ” وهم في عدم احترام الكبير ما هم إلا يقلدون بعمي
بعض الاتجاهات في الغرب وهو ما أدى إلى نتائج وخيمة تقودهم للهاوية، ومن المرسبات
أيضا ما لعنه الله من الرشوة والفساد، وبارتفاع مستوى الفساد وعدد
الملعونين دمر الله دولة الفسق وأسكن رموزهم السجون وأسكن المستكبرين منهم الرعب،

.وبعد الانتخابات التشريعية أصاب بعض الإسلاميين والمناهضين لهم
مبدئيا، الغرور والأنانية والتطرف والتنطع
وتناسوا القيم الحنيفة التي كان من تطبيق بعض توجيهاتها
الاجتماعية والاقتصادية الأثر البالغ في تطوير مصر في الخمسينات والستينات، وكانت
درساً اتٌبعته دول مسلمة وغير مسلمه منذ السبعينات فأصبحت الآن في مصاف الدول
المتقدمة،

ومن
الواضح أن قواد الثورة المضادة المندسة تدريجيا مع أتباعهم وصعاليكهم منذ 40 عاما في
جميع أنسجة الشعب المصري ومؤسساته المختلفة، منهج عمم في عصر مبارك اعترف به في قناة
تلفزة عدوة قبل الثورة بثلاثة أشهر فقط، تمكنت هذه القادة من تحويل انجاز الدستور والاستفتاء
عليه الى استفتاء على الرضاء على أحوالهم بعد رياسة الدكتور محمد مرسي وعلى تصرفات
المتطرفين من الاسلاميين منذ نجاحهم في انتخابات مجلس الشعب المنحل،

بعد حل مجلس الشعب وتجريد د.مرسي من قوانين
هامة لعمل حلول سريعة الأثر لمعالجة مشاكل الفقر والعمالة، وحفز المتطرفين على
التنطع وحث الثوريين بأن الاخوان سرقوا الثورة ودفع المرشحين الخاسرين في الرياسية
بمحاربة سياسة الدكتور.مرسي
ووهمهم إياهم بأنهم أحق منه بالرياسة، وإن أسقطوه فسوف يساعدونهم في النجاح في
انتخابات الرياسة الجديدة، وهو ما قد يحدث فعلا ان نجحت مؤامرة اسقاط د.مرسي حتى
يكون لهم من جديد رئيس جمهورية دمية تعمل في خدمتهم، مع بعض المهدءات للشعب، ولو
لحين تفجٌر ثورة جديدة بعد عدة سنوات يستعدون لها لتولد ميتة،

المهم الآن هو اجهاض هذه الثورة التي نجاحها سيكون
له أثراً بالغاً في العالم بأثره، بحرمانها من مؤسسات التطور المنتخبة ذات
السلطة والمراقبة، وبتمكنهم من إقناع المصريين بأنهم يمكنهم فرض رغباتهم من خلال
المظاهرات في الشوارع ، ونجاحهم حتى الآن من الغاء
الانتخابات والجمعية الدستورية الأولى، ومنع د.مرسي بإعادة مجلس الشعب من خلال
العسكر ومعاونيهم من قضاه سماهم مبارك، ذلك أعطاهم الثقة في التمكن من تحقيق حرمان
مصر من مقومات الديمقراطية وإجهاض الثورة، وجعلها في فوضى مستمرة، يغيثون فيها
فساداً،

وبالتحفظ
على مئات المليارات الدولارات المسروقة في الخارج والتلاعب بالبورصة وقيمة الجنيه
المصري يكون النظام بعد الثورة في وحاجة دائمة الى القروض ورجال الأعمال من
مقربيهم في الداخل والخارج، وما
المفاوضات الطويلة لقرض تافه بأقل من 5 مليار $ إلا للتأكد من عدم اجراء مصر نظم مالية ثورية
اسلامية يمكنها على أثرها رفع الدول العربية ماليا
واقتصاديا بينما تمثل تضيقاً ماليا لما يطلق عليها بالدول الغربية الغنية، وهو ما
لوٌحت شخصياً به في انتخابات الرئاسية الفرنسية لتوضيح أهمية وضرورة التعاون مع
الدول العربية ، مما أزعجهم فهب وزراء أكبر الدول الغربية
(الغنية) بالهرولة إلى مصربعد شهور قليلة وصحبوا معهم البنك الأوربي ورجال أعمال لعرض
خدماتها الاستثمارية، وما كان ذلك إلا للتأكد من سياسة مصر المالية بعد انتخاب
الرئيس بعد الثورة، وأطالوا الزيارة رغم مسئولياتهم لاهتمامهم البالغ ! فإن كان ذلك لمساعدة المصريين
فلماذا لا يردون لهم أموالهم المستغلة دون أرباح فى مصارفهم؟ وأين كانوا أيام
خادمهم الوديع؟

وبعد ان اطمأن شياطين الثورة المضادة
وحلفائهم في الغرب بمنهج النظام الجديد في الاقتصاد وبوقوع الحكومة بسهولة في
نظامهم العالمي للمال واطمأنوا أنها لن تلجأ للأفكار الاقتصادية التي سمعوا بها والمستوحاة
من المنهج الاسلامي ومحاضرات الاقتصاد الاسلامي التي تتردد بالجامعات الأوربية
وتأكدوا بإمكانهم في التحكم بالاقتصاد المصري والمشاريع الاستثمارية والتضييق على القوة
الشرائية لأغلبية الشعب المصري وبالتالي سهولة تهييج الفئات العاملة وإشعال
الثورات،

وبقليل من الفتنة ورفع نعرات المتنطعين
والمتطرفين بدفع من مموليهم وزعمائهم وتوجيه الإعلام والتحكم فيما يُنشر في مواقع
الاتصال الاجتماعي يمكنهم بيسر إن لم تكون نتائج الاستفتاء بلا فتكون بنعم بفرق
بسيط أي نجاح هامشي ضعيف يكون خميرة لخلق مشاكل اجتماعية أو سياسية أو حتى خلق
ثورة جديدة على ثورة 25 يناير،

ومن
قادوا التظاهرات على الاعلان الدستوري فهم إما أنهم يجهلون أن صلاحية رئيس الجمهورية
الفرنسية تتعدي ما في القرار أم هم منافقين، وكذلك من يقودون حملة التصويت بلا على
الدستور فهم أكثر من يعلموا بأنه
الدستور الأحسن في تاريخ مصر،
لأنهم إما اشتركوا في أدائه أو أنهم لم يعرضوا علينا بصدق دون تلاعب بالألفاظ مادة
واحدة يمكن إضافتها أو مادة يجب تعديلها، والآخرين إما أنهم لم يقرؤه أو هم
منافقين أو إمٌعة، بالطبع الدستور المعروض ليس قرآنا ومذكور فيه أنه يمكن تعديله
بطلب من خُمس عدد أعضاء النواب، أو بتحرير من الآن المواد المقترحة من قبل المعترضين،
وأنا شخصيا رغم دعوتي بنعم لإقراره، فلي ملاحظة على المادتين 156 & و158
وإضافة مادتين آخرين ولكن كل الأفكار التي يمكن إضافتها ليست بمبرر بالتصويت بلا
على أفضل دستور أُعد لمصر،

ونصيحتي
لكل مصري ألا يعرض نفسه بأن يكون من المتنطعون المتطرفين فيصبح من الملعونين، وألا
يصوتوا بلا إلا بقناعة دون أن يكونوا إمٌعة تابعين كالماشية، فالأمر خطير وتأخير
وجود مجلس تشريعي لستة شهور عن التوقيت المنتظر عند نجاح الدستور سوف يمثل حكم بالقضاء
على الثورة وعدم الخروج من الأزمة الاقتصادية، أي الخروج من الفقر والعطالة، فليس المصوت
مشجع فريق كرة، بل يجب أن يكون عاملا فعالا سياسيا واجتماعيا، وتوزيع هذا المكتوب
هو مثل للاشتراك الفعال ، ودامت مصر في رعاية الله.

م.استشاري عزالدين السيد محمد الشعراوي


Viewing all articles
Browse latest Browse all 3

Latest Images

Trending Articles





Latest Images